You are on page 1of 11

‫الصحة و السالمة في بيئة العمل‬

‫تعاريف ‪:‬‬
‫‪.1‬الصحة ‪:‬‬

‫و‬ ‫عرفت منظمة الصحة العالمية – في دستورھا – الصحة بأنھا حالة من الرفاھة البدنية‬
‫و‬ ‫النفسية و االجتماعية التامة ‪physical , mental and social well- being‬‬
‫ليس فقط الخلو من المرض أو العجز‪.‬‬

‫‪.2‬الصحة المھنية ‪:‬‬

‫عرفت لجنة الصحة المھنية المشتركة من منظمة العمل الدولية و منظمة الصحة العالمية في‬
‫اجتماعھا األول سنة ‪ " 1950‬الصحة المھنية بأنھا الفرع من فروع الصحة الذي يھدف إلي‬
‫االرتقاء بصحة العاملين في جميع المھن و االحتفاظ بھا في أعلى درجات الرفاھة البدنية‬
‫والنفسية واالجتماعية ‪ ،‬و منع االنحرافات الصحية التى قد تتسبب للعاملين من ظروف العمل‬
‫‪ ،‬وكذلك وقاية العاملين من كافة المخاطر الصحية في أماكن العمل ‪ ،‬ووضع العامل – و‬
‫االحتفاظ به – في بيئة عمل مالئمة إلمكاناته الفسيولوجية و النفسية‪ .‬و يتلخص ذلك في‬
‫تكييف العمل لكي يالئم العامل و تكييف كل عامل مع عمله " ‪.‬‬

‫‪ -3‬البيئة ‪:‬‬

‫ھي الحيز الذى يعيش فيه اإلنسان و يمارس نشاطه ‪ .‬و في ھذا الحيز توجد ‪:‬‬
‫ا‪ -‬مجموعات من الكائنات الحية النباتية و الحيوانية ذات أحجام مختلفة بعضھا ضخم وبعضھا‬
‫ميكروسكوبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجموعات من المواد السائلة كالماء و الغازية كالھواء و الصلبة كاألرض و الصخور‪.‬ج‬
‫ج‪ -‬مجموعات من الظروف و القوى المحملة بالطاقة كضوء الشمس و عصف الرياح‬
‫و جريان المياه و موج البحر‪.‬‬
‫د‪ -‬مجموعات من التفاعالت الفيزيقية و الكيميائية و الحيوية تربط بين مكونات المجموعات‬
‫الثالث السابقة في أواصر مفطورة على التوازن تعرف باسم األنظمة البيئية أو المنظومات‬
‫البيئية ‪.Ecosystems‬‬
‫و البيئة في إطارھا األوسع ھي المحيط الحيوي‪ .‬و ھو إطار الحياة على كوكب األرض‪.‬‬
‫و يتألف من الطبقات السفلي من الغالف الجوى )الھواء( و الطبقات السطحية من األرض‬
‫)اليابسة( و الطبقات السطحية من الكتلة المائية‪ .‬و توجد الحياة الفطرية في ھذا الحيز‬
‫المحدود‪.‬‬
‫و قد عرف القانون المصري البيئة بأنھا " المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية و ما‬
‫يحويه من مواد و ما يحيط بھا من ھواء و ماء و تربة‪ ،‬و ما يقيمه اإلنسان من‬
‫منشآت "‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪1‬‬


‫و تنقسم البيئة التى يعيش فيھا اإلنسان إلي ‪:‬‬

‫* البيئة الخارجية أو البيئة العامة ‪: Ambient Environment, Out-door‬‬


‫‪ Environment‬و ھي البيئة التى يعيش فيھا البشر كافة ويتنقلون كيفما شاءوا‬
‫بين األماكن المفتوحة‪.‬‬
‫* البيئة الداخلية ‪ : Indoor Environment‬وھى البيئة داخل األماكن المغلقة مثل‬
‫بيئة العمل و بيئة المسكن و بيئة المدرسة وأماكن اللھو المغلقة وغير ذلك من‬
‫األماكن المغلقة‪ .‬و تبعا ألنواع األنشطة التى تمارس داخل ھذه األمكنة فإنه يمكن‬
‫التعرف على بيئات داخلية متعددة ‪ ،‬من أھمھا بيئة العمل‪.‬‬

‫على أنه يجب أن يؤخذ في االعتبار عند الحديث عن بيئة العمل أنه ليس كل أنواع العمل‬
‫تمارس داخل أماكن مغلقة‪ .‬و أنه وإن كان عمال المصانع و الورش يمارسون أعمالھم داخل‬
‫المباني و كذلك يمارس عمال المناجم أعمالھم داخل أنفاق المناجم إال أن بيئة العمل في المھن‬
‫الزراعية – في معظمھا – أماكن مفتوحة ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة لمھن أخرى كثيرة مثل‬
‫شرطة المرور و العاملون في النقل العام و البحارة و الباعة الجائلون ‪ ،‬و ھؤالء يتأثرون –‬
‫باإلضافة إلي المخاطر النوعية ألعمالھم – بكل ما يتأثر به غيرھم في البيئة الخارجية‪ .‬و‬
‫تعتبر في ھذه الحاالت مخاطر البيئة الخارجية من المخاطر النوعية لھذه األعمال‪.‬‬

‫‪.4‬العامل ‪:‬‬

‫عرف قانون العمل العامل بأنه " كل شخص طبيعي يعمل لقاء أجر لدى صاحب عمل و تحت‬
‫إدارته أو إشرافه"‪.‬‬
‫على أن ھذا التعريف " القانوني " ال يغطى جميع العاملين‪ ،‬فھناك من العاملين من يعملون‬
‫لحسابھم في األعمال الحرة‪ ،‬و ھناك األحداث الذين يعملون لدى ذويھم وال يتقاضون أجورا‬
‫محددة ‪،‬و قد يعتبر البعض ربة البيت من العاملين‪ .‬كل ھؤالء يتعرضون لظروف عمل‬
‫ولبعض المخاطر الخاصة باألعمال التى يمارسونھا‪.‬‬
‫و بنظرة أعم فإن طلبة المدارس – والسيما المدارس الصناعية والزراعية – يتعرضون لبعض‬
‫المخاطر في أماكن الدراسة … التى تعتبر من أماكن العمل‪.‬‬

‫‪. 5‬األمراض المھنية و إصابات العمل ‪:‬‬

‫المرض المھني ھو المرض الذي يصيب العامل نتيجة تعرضه بحكم عمله لبعض العوامل‬
‫الضارة التى تعتبر جزءا من طبيعة العمل‪.‬‬
‫و بعض تلك العوامل الضارة ال توجد – في أغلب األحيان – إال في بيئة العمل ومن ثم فان‬
‫األمراض التى تنشا عنھا ال توجد إال بين العاملين المعرضين‪ .‬مثال ذلك مرض تحجر الرئتين‬
‫)السليكوزس( الذي يصيب عمال المناجم‪.‬‬
‫على أن ھناك بعض األمراض التى تصيب بعض العاملين في مھن معينة ولكنھا كذلك يمكن أن‬
‫تصيب األفراد من غير العاملين في تلك المھن‪ .‬و مثال ذلك التدرن الرئوي الذي يعتبر مرضا‬
‫مھنيا عندما يصيب العاملين في مستشفيات الدرن أو في معامل التحاليل الطبية و يعتبر مرضا‬
‫عاديا في غير تلك الحاالت‪ .‬كما أن بعض األمراض المعدية األخرى مثل الحمى المالطية )‬
‫البروسلوزس( في عمال تربية الحيوان و التھاب الكبد الفيروسي بي و سى ‪ B &C‬في‬
‫األطباء الجراحين تعتبر أمراضا مھنية في تلك المھن و أمراضا عادية في عامة الناس‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪2‬‬


‫و ال بد من وضوح العالقة بين العامل المسبب و بين المرض حتى يمكن اعتبار المرض مھنيا‬
‫‪ ،‬و على ذلك فان إصابة أحد العاملين بأي من األمراض الشائعة أثناء فترة عمله في مكان ما‬
‫ال تعتبر مرضا مھنيا ما لم تكن ھناك عالقة سببية مباشرة واضحة بين المرض و ظروف‬
‫العمل‪.‬‬

‫و قد عرف القانون المصري إصابة العمل بأنھا " اإلصابة بأحد األمراض المھنية المبينة‬
‫بالجدول رقم ‪ 1‬المرافق لقانون التأمين االجتماعي رقم ‪ 79‬لسنة ‪ ، 1975‬أو اإلصابة نتيجة‬
‫حادث وقع أثناء تأدية العمل أو بسببه ‪ ،‬و تعتبر اإلصابة الناتجة عن اإلجھاد أو اإلرھاق من‬
‫العمل إصابة عمل متى توفرت فيھا الشروط و القواعد التى يصدر بھا قرار من وزير‬
‫التأمينات باالتفاق مع وزير الصحة‪.‬‬
‫ويعتبر في حكم إصابة العمل كل حادث يقع أثناء ذھاب العامل المؤمن عليه لمباشرة عمله أو‬
‫عودته منه بشرط أن يكون الذھاب أو اإلياب دون توقف أو تخلف أو انحراف عن الطريق‬
‫الطبيعي) إصابة الطريق( "‪.‬‬

‫و يالحظ أن الجدول رقم ‪ 1‬المشار إليه يشمل على وجه التحديد على ‪ 35‬مجموعة من‬
‫األمراض المھنية وھى – بالطبع ‪ -‬ليست شاملة لكل األمراض المھنية المعروفة ‪ ،‬أو التى‬
‫قد تصيب العاملين في مصر‪.‬‬

‫‪ .6‬األمراض التى لھا عالقة بالعمل ‪:‬‬

‫تساھم بيئة العمل ‪ -‬إلي جانب عوامل خطورة أخرى ‪ -‬في إحداث بعض األمراض التى لھا‬
‫مسببات متعددة قد تكون – أو ال تكون – العوامل المھنية من بينھا‪ .‬لذلك فإنھا كثيرا ما‬
‫تصيب عامة الناس ولكنھا عندما تصيب العاملين تحت ظروف معينة فان العوامل المھنية قد‬
‫تساھم – بدرجات متفاوتة _ مع العوامل األخرى في إحداث المرض‪ .‬وتسمى ھذه األمراض‬
‫المتعددة األسباب " األمراض التى لھا عالقة بالعمل "‪.‬‬
‫و من أمثلة ھذه األمراض ضغط الدم المرتفع‪ ،‬و قرحة المعدة و اإلثنى عشر‪ ،‬و البول السكري‬
‫‪ ،‬و أمراض الجھاز الحركي و أمراض السدة الرئوية المزمنة ‪Chronic obstructive‬‬
‫‪ ، pulmonary diseases‬و بعض االضطرابات السلوكية و بعض االضطرابات البدنية‬
‫النفسية ‪.Psychosomatic Disorders‬‬

‫‪ .7‬األمراض غير المھنية التى تزداد سوءا نتيجة التعرض لظروف عمل معينة ‪:‬‬

‫من المعروف أن بعض األمراض غير المھنية الشائعة – مثل مرض الربو الشعبي – تزداد‬
‫سوءا عند التعرض في جو العمل لكثير من أنواع الغبار ‪ ،‬كما تزداد شدة أمراض الكبد غير‬
‫المھنية عند العاملين المعرضين لبعض المذيبات العضوية‪.‬‬

‫و باإلضافة إلي ذلك فان بعض األمراض المھنية تزيد من احتمال إصابة العامل المصاب ببعض‬
‫األمراض األخرى‪ ،‬مثال ذلك أن مرض التحجر الرئوي يزيد من احتمال اإلصابة بالدرن‬
‫الرئوي‪.‬‬
‫و كذلك فان بعض العوامل المتعلقة بالعامل نفسه ‪ ،‬مثل الصفات الوراثية و الحالة الغذائية‬
‫واإلصابة بالطفيليات ‪ ،‬تزيد من قابلية العامل لإلصابة ببعض األمراض المھنية‪ ،‬فمن المعروف‬
‫أن بعض العاملين المعرضين للمخاطر المھنية لديھم استعداد شخصي أكثر من غيرھم‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪3‬‬


‫لإلصابة بالصمم المھني عند التعرض للضوضاء و لإلصابة بمرض التحجر الرئوي عند‬
‫التعرض لغبار السليكا )الرمل(‪.‬‬

‫‪ .8‬حوادث و إصابات العمل ‪:‬‬

‫يمكن تعريف الحادث بأنه حدث غير متوقع غير مخطط قد تنتج عنه خسائر أو إصابات‬
‫و قد عرفت منظمة العمل الدولية إصابة العمل بأنھا " اإلصابة التى تحدث نتيجة حادث يقع في‬
‫مكان العمل و ينتج عنه الوفاة أو اإلصابة الشخصية أو المرض الحاد "‪.‬‬
‫على أنه تجدر اإلشارة إلي أن تعريف إصابة العمل كما ورد في التشريع المصري يختلف عن‬
‫التعريف المذكور إذ أنه – ألسباب تتعلق بتعويض العامل المصاب – يشمل حاالت أعم مثل‬
‫إصابة الطريق أو اإلصابات التى تحدث بسبب العمل و لكنھا تقع خارج مكان العمل‪.‬‬

‫‪ .9‬اإلجھاد ‪: Fatigue‬‬

‫من الصعب ذكر تعريف محدد لإلجھاد‪ .‬وقد كانت ھناك عدة تعريفات نذكر منھا ما يلي‪: :‬‬
‫أ‪ " -‬اإلجھاد ھو كل التغييرات التى يمكن مالحظتھا في أداء العمل و التى ترجع إلي االستمرار‬
‫في أداء ھذا العمل لفترة طويلة تحت الظروف العادية ‪ ،‬والتى ينتج عنھا ‪ -‬في الحال أو بعد‬
‫فترة – تدھور في أداء العمل أو مظاھر غير مرغوب فيھا في ھذا األداء "‪.‬‬
‫ب‪ " -‬اإلجھاد ھو حالة من الشعور بالتعب أو الملل ‪ Weariness‬البدني و‪/‬أو الذھني الذي‬
‫يؤثر سلبا على قدرة اإلنسان على أداء العمل‪ ،‬و ھذا الشعور إما أن يكون لسبب حقيقي أو أن‬
‫يتخيله اإلنسان"‪.‬‬
‫ج‪ -‬في حالة أداء عمل عضلي فانه يمكن التعبير عن اإلجھاد و قياس درجته عن طريق التعبير‬
‫عن مدى التغيرات الفسيولوجية التى تحدث نتيجة العمل ‪ ،‬مثل زيادة سرعة النبض وحجم‬
‫ھواء التنفس و التغيرات في ضغط الدم و مستوى حامض اللبنيك في الدم و ما إلي ذلك"‪.‬‬
‫ويالحظ أن اإلجھاد يمكن أن يصيب بعض أجھزة الجسم دون األخرى و دون أن يؤثر على كل‬
‫أجھزة الجسم‪ .‬مثال ذلك إجھاد العينين أو اإلجھاد الذھني أو إجھاد مجموعة من العضالت‬
‫التى تمارس عمال عضليا محدودا مثل إجھاد أحد الذراعين‪.‬‬

‫‪ .10‬تعزيز الصحة ‪: Health Promotion‬‬

‫عرف تعزيز الصحة بأنه " تمكين األفراد من زيادة تحكمھم في ‪ ،‬و قدرتھم على‪ ،‬تحسين‬
‫حالتھم الصحية‪ .‬و لكي يصل الفرد ‪ ،‬أو المجموعة ‪ ،‬إلي حالة من الرفاھة البدنية و النفسية‬
‫و االجتماعية الكاملة البد أن يكون قادرا على التعرف على تطلعاته و تحقيقھا ‪ ،‬و أن يلبى‬
‫احتياجاته ‪ ،‬أو يغير – إلي األحسن – البيئة التى يعيش فيھا‪ ،‬أو أن تكون لديه القدرة على‬
‫تحملھا‪ .‬لذا كان تعزيز الصحة ‪ ،‬ليس فقط مسئولية القطاع الصحي ولكنه يمتد وراء تغيير‬
‫أنماط الحياة إلي تحقيق رفاھية الفرد " ‪.‬‬

‫التفاعل بين العامل و بيئة العمل‬


‫يمثل العامل اللبنة األولى في طريق التنمية االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬و ھو أھم أضالع مثلث‬
‫اإلنتاج الذي يتكون من العامل ‪ ،‬و العمل و معداته ‪ ،‬و بيئة العمل‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪4‬‬


‫وعندما يكون العمل مناسبا لقدرات العامل و أھدافه و حدود إمكاناته‪ ،‬و تكون مخاطر العمل و‬
‫بيئته تحت السيطرة الكاملة ‪ ،‬فان العمل غالبا ما يلعب دورا إيجابيا في تأمين الصحة البدنية و‬
‫النفسية للعامل و تنمية قدراته البدنية و يكون الوصول إلي األھداف المنشودة للعمل مصدرا‬
‫ھاما للرضا و احترام الذات‪.‬‬
‫ولكن في بعض األحيان تكون أدوات العمل و بيئة العمل مصدرا للعديد من المخاطر ‪ ،‬منھا‬
‫الفيزيائية والكيميائية و الميكانيكية و البيولوجية و النفسية و االجتماعية‪ ،‬و التى ‪ -‬عندما‬
‫تتجاوز الحدود اآلمنة ‪ -‬تكون مصدرا ھاما لتأثيرات سلبية على الحالة الصحية للعامل بدنيا‬
‫ونفسيا و تكون سببا في اإلصابة باألمراض المھنية و إصابات العمل‪ ،‬أو قد تساھم ‪ ،‬مع‬
‫غيرھا من العوامل من داخل أو خارج العمل ‪ ،‬في اإلصابة باألمراض التى لھا عالقة بالعمل ‪،‬‬
‫أو قد تزيد من شدة بعض األمراض األخرى التى ليست لھا عالقة سببية بالعمل‪.‬‬
‫و في مكان العمل يلتقي العاملون ببعضھم و يكون ھذا الملتقى المحدود في بيئة العمل فرصة‬
‫النتقال بعض األمراض السارية التى ليس لھا عالقة بالعمل أو بيئة العمل‪ ،‬من المريض إلي‬
‫السليم‪.‬‬
‫و جدير بالذكر أن تصميم العمل و مكان العمل و اآلالت و معدات العمل لكي تناسب قدرات‬
‫العامل و إمكاناته من العوامل الھامة في زيادة اإلنتاج كما وكيفا‪ .‬و ھي – وإن كان تجاھلھا‬
‫قد ال يؤدى بطريق مباشر إلي زيادة معدالت حدوث األمراض المھنية – إال أنه بكل تأكيد‬
‫يزيد من معدالت حدوث اإلجھاد و الحوادث و إصابات العمل‪.‬‬

‫العوامل البيئية التى قد تؤثر على صحة اإلنسان العامل ‪.‬‬

‫عوامل نفسية و اجتماعية ‪:‬‬ ‫حوادث العمل ‪:‬‬

‫الضغط العصبي‪ .‬العمل في ورديات‬ ‫اآلالت و المعدات ‪ .‬الحرائق‬


‫األجر ‪ .‬العالقات اإلنسانية ‪ .‬الدعم‬ ‫و االنفجار‪ .‬وسائل نقل الحركة ‪.‬‬
‫االجتماعي و األسرى ……‬ ‫طبيعة المبنى ‪ .‬نظافة المكان……‬

‫عوامل بيولوجية ‪:‬‬ ‫عوامل فيزيائية ‪:‬‬

‫الفيروسات ‪ .‬البكتريا‬ ‫الحرارة و الرطوبة و البرودة‬


‫الطفيليات‬ ‫ضعف اإلضاءة ‪ .‬الكھرباء‬
‫اإلشعاعات ‪ .‬الضوضاء ‪.‬‬
‫االھتزاز ‪ .‬تغيرات الضغط‬
‫الجوى ‪.‬‬

‫مواد كيميائية ‪:‬‬

‫معادن سامة ‪ .‬غازات و أبخرة ‪ .‬أتربة‬


‫مذيبات ‪ .‬مبيدات‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪5‬‬


‫و ھناك من الصفات الشخصية للعاملين ما يجعل تأثرھم بالمخاطر المھنية مختلفا‪ .‬و من‬
‫أمثلة ھذه الصفات السن و الجنس و الحالة الغذائية و الحالة الصحية و نوع الشخصية وكذلك‬
‫العوامل الوراثية‪.‬‬

‫الصفات الشخصية التى تحدد قابلية اإلنسان للتأثر بالعوامل‬


‫البيئية المختلفة ‪.‬‬

‫عوامل وراثية‬ ‫الجنس‬

‫الحالة الغذائية‬ ‫السن‬

‫المرض‬ ‫الحالة الصحية‬

‫نوع الشخصية‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪6‬‬


‫العوامل و المخاطر المھنية المؤثرة على صحة العاملين‬

‫في كثير من أماكن العمل ال يتعرض العاملون ألية مخاطر قد تؤثر على صحة الفرد أو على‬
‫قدرته على أداء العمل بكفاءة‪ .‬و لكن في مواقع أخرى توجد في أماكن العمل مخاطر مختلفة‬
‫تختلف حسب طبيعة النشاط المھني ‪ ،‬تؤثر على الحالة الصحية للعاملين و تؤثر بالتالي على‬
‫كفاءة اإلنتاج‪ ،‬و تتسبب في اإلصابة باألمراض وتزيد من معدالت الحوادث و إصابات العمل‪.‬‬

‫و ألن المخاطر المھنية تكون – في معظم األحيان – معروفة سلفا فانه من الممكن – بل من‬
‫الضروري – العمل على التحكم فيھا و التقليل من أخطارھا على صحة العاملين‪.‬‬

‫وتنقسم العوامل المھنية المؤثرة على العاملين في بيئة العمل الى عدة مجموعات ‪:‬‬

‫العوامل و المخاطر الفيزيائية‬ ‫•‬


‫المخاطر الكيميائية‬ ‫•‬
‫المخاطر البيولوجية‬ ‫•‬
‫المخاطر الميكانيكية و حوادث و إصابات العمل‬ ‫•‬
‫العوامل النفسية و االجتماعية ‪.‬‬ ‫•‬

‫منظومة خدمات الصحة و السالمة المھنية‬


‫أوال‪ :‬برامج الصحة و السالمة في مكان العمل‬

‫لتحقيق الصحة و السالمة في بيئة العمل في مواجھة المخاطر المھنية و غير المھنية التى‬
‫يتعرض لھا العاملون ‪ ،‬كان من الضروري وضع برامج محددة للوصول إلى ھذا‬
‫الھدف ‪ .‬و لقد نشأ نشاط الصحة و السالمة المھنية مواكبا لتطور الصناعة في الدول المتقدمة‬
‫صناعيا ‪ .‬و قد ظھر أول قانون لحماية العاملين في إنجلترا سنة ‪ . 1802‬وفى سنة ‪1830‬‬
‫أنشئت أول ھيئة للتفتيش على المصانع ‪ ،‬ثم ظھرت تشريعات الصحة و السالمة المھنية سنة‬
‫‪ 1840‬في سويسرا و الدانمارك ‪ ،‬و في سنة ‪ 1877‬في الواليات المتحدة ‪ .‬و تال ذلك سن‬
‫قوانين مشابھة في كثير من الدول األخرى‪.‬‬
‫أما في مصر فقد صدر – ألول مرة – القانون رقم ‪ 64‬لسنة ‪ 1936‬للتأمين ضد إصابات‬
‫العمل‪ ،‬و كان على العامل أن يثبت خطأ صاحب العمل حتى يكون له حق التعويض عن‬
‫اإلصابة ‪ ،‬األمر الذي كان من الصعوبة بمكان ‪ .‬وفى سنة ‪ 1942‬صدر القانون رقم ‪ 86‬بشأن‬
‫التأمين اإلجباري ضد إصابات العمل لضمان حقوق العاملين ‪ ،‬و تولت شركات التأمين ھذه‬
‫المھمة حتى سنة ‪ 1955‬حيث أنشئت مؤسسة التأمين و االدخار ‪ ،‬التى تحولت بعد ذلك إلى‬
‫الھيئة العامة للتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫و تطور تأمين إصابات العمل من خالل تعديالت عديدة ‪ ،‬فأضيفت أمراض المھنة إلى إصابات‬
‫العمل سنة ‪ 1955‬بالقانون رقم ‪ ، 117‬و انتھت التعديالت المختلفة إلى القانون الحالي رقم‬
‫‪ 79‬لسنة ‪ 1975‬و تعديالته ‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪7‬‬


‫وفى سنة ‪ 1959‬صدر قانون العمل رقم ‪ ، 91‬الذي اختص الباب الخامس منه برعاية صحة‬
‫العاملين وتنظيم إجراءات الصحة و السالمة المھنية ‪ .‬و قد تم تعديله فيما بعد بالقانون رقم‬
‫‪ 137‬لسنة ‪ ،1981‬و الذي حل محله فيما بعد قانون العمل رقم ‪ 12‬لسنة ‪ ، 2003‬و الذي بدأ‬
‫العمل به في ‪ 7‬يوليو سنة ‪. 2003‬‬

‫و في إطار اھتمام المنظمات الدولية بصحة العاملين و سالمتھم ‪ ،‬و لتحقيق أھداف الصحة‬
‫و السالمة المھنية فقد أصدرت منظمة العمل الدولية التوصية رقم ‪ 112‬لسنة ‪ ،1959‬و التى‬
‫تھدف – ليس فقط إلى وقاية العاملين من مخاطر المھنة ‪ -‬و لكن لالرتقاء بالمستوى الصحي‬
‫لھم ‪ ،‬األمر الذي ينعكس على الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬

‫و يشمل برنامج الصحة و السالمة المھنية على األنشطة اآلتية ‪:‬‬

‫‪ . 1‬الفحص الطبي االبتدائي ‪ :‬و يجرى عند دخول الخدمة ‪ ،‬و يھدف إلى تقييم الحالة الصحية‬
‫للمتقدم و تسجيلھا عند بدء العمل ‪ ،‬و تقييم قدراته البدنية و النفسية حتى يمكن وضع العامل‬
‫المناسب في العمل المناسب ‪ .‬كما يساعد الفحص على اكتشاف األمراض التى لم تكن معروفة‬
‫للمتقدم ‪ ،‬حتى يمكن تقديم العالج الالزم ‪.‬‬
‫و كذلك يساعد الفحص على تجنب توظيف المتقدم في وظيفة قد يكون فيھا مصدرا للخطورة‬
‫لزمالئه ) إذا كان مريضا بمرض معد ‪ ،‬على سبيل المثال ( أو لنفسه ) كأن يكون مريضا‬
‫بأمراض القلب أو الصرع …‪.(.‬‬

‫‪ .2‬إجراء مسح و تقييم لبيئة العمل للتعرف على المخاطر الموجودة أو المحتمل وجودھا ‪ .‬و‬
‫تلك مسئولية طبيب الصحة المھنية و أخصائي صحة بيئة العمل ‪Industrial hygiene‬‬
‫‪ specialist‬وأخصائي السالمة المھنية ‪ ،‬و الذين يقدمون التوصيات بشأن الحاجة إلى‬
‫وسائل ھندسية أو غير ذلك للتحكم في المخاطر ووقاية العاملين ‪ ،‬و كذلك وضع برنامج‬
‫للسالمة و الصحة المھنية و األمن الصناعي ‪.‬‬
‫و في الواقع ‪ ،‬فإن الجھود التى تبذل للتحكم في بيئة العمل يجب أن تبدأ منذ اللحظة األولى‬
‫للتخطيط إلنشاء مكان العمل ‪ ،‬فإن اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بالتحكم في بيئة العمل يكون أسھل‬
‫و أقل تكلفة في ھذه المرحلة مما لو تأخر إلى مرحلة تالية ‪.‬‬

‫‪ .3‬الفحص الطبي الدوري ‪ :‬و الھدف من الفحص الطبي الدوري ھو االكتشاف المبكر‬
‫لألمراض المھنية في مرحلة يمكن شفاؤھا أو التقليل من أضرارھا ‪.‬‬
‫و يختلف نوع الفحص و دوريته حسب نوع التعرض و درجة خطورته ‪ .‬و تتراوح دورية‬
‫الفحص من بضعة أسابيع – أو أقل – إلى سنة أو سنتين ‪.‬‬
‫و يشمل الكشف الطبي الدوري فحصا إكلينيكيا مع بعض الفحوص و التحاليل الطبية التى‬
‫تعتمد على طبيعة التعرض ‪ .‬و يركز الفحص على األعضاء و األجھزة من الجسم التى تتأثر‬
‫بالتعرض الذي يواجھه العامل ) مثل فحص الصدر باألشعة للمعرضين لألتربة ‪ ،‬قياس حدة‬
‫السمع للمعرضين للضوضاء ‪ ،‬قياس مستوى تركيز الرصاص في الدم للمعرضين ألبخرة‬
‫الرصاص …‪. ( .‬‬
‫و لما كانت الفحوص الطبية الدورية تشمل أعدادا غفيرة من العاملين فإنه – عادة – يكتفي‬
‫بفحوص الفرز ‪ Screening tests‬الكتشاف المصابين أو من يشك في إصابتھم بالمرض ‪،‬‬
‫على أن تفحص الحاالت المكتشفة بعد ذلك فحصا شامال ‪ .‬و فحوص الفرز فحوص بسيطة ‪،‬‬
‫سريعة ‪ ،‬غير مكلفة ‪ ،‬ال تستغرق من الوقت قدر ما تستغرقه الفحوص الطبية الشاملة ‪ ،‬و ھي‬
‫على قدر كاف من الدقة و الحساسية للغرض الذي تستعمل من أجله ‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪8‬‬


‫و اكتشاف إصابة بعض العاملين بأمراض مھنية يعنى أن وسائل الوقاية غير كافية ‪.‬‬

‫‪.4‬فحوص طبية أخرى تجرى في مناسبات مختلفة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬


‫الفحص الطبي للعائدين بعد إجازة مرضية طويلة للتأكد من تمام الشفاء ‪ ،‬و لكي‬ ‫•‬
‫يعاد تقييم حالة العامل للتأكد من أنھا ال تزال مناسبة للقيام بنفس العمل الذي كان‬
‫يؤديه قبل مرضه ‪ ،‬و إال – إذا كان يعانى من عجز جزئي عن العمل ‪ -‬أصبح لزاما‬
‫تأھيله لعمل مناسب ‪.‬‬
‫الفحص الطبي عند الترقية أو االنتقال إلى عمل آخر للتأكد من أن قدرات العامل‬ ‫•‬
‫تتناسب مع متطلبات عمله الجديد‪.‬‬
‫الفحص الطبي عند بلوغ سن المعاش ‪.‬‬ ‫•‬
‫الفحص الطبي الدوري ألفراد اإلدارة العليا ‪ ،‬حيث أن ھؤالء يكونون قد بلغوا السن‬ ‫•‬
‫التى تكثر فيھا معدالت اإلصابة ببعض األمراض مثل أمراض الجھاز الدوري و‬
‫القلب و البول السكري و األورام ‪ .‬و كذلك فإنھم يتعرضون لضغوط العمل بدرجة‬
‫أكبر من غيرھم ‪ ،‬كما أن انقطاعھم عن العمل بسبب المرض يسبب ارتباكا أكثر مما‬
‫يحدث إذا تغيب من ھم في مرتبة إدارية أقل ‪.‬‬
‫الفحص الطبي الدوري لمن تعدوا سنا معينة ) ‪ 45‬سنة مثال ( حيث ترتفع معدالت‬ ‫•‬
‫اإلصابة ببعض األمراض ‪.‬‬

‫‪ .5‬عالج الحاالت الطارئة و اإلسعافات األولية ‪:‬‬


‫باإلضافة إلى معدات اإلسعافات األولية التقليدية ‪ ،‬و التى يجب أن تتوفر في كل مواقع‬
‫العمل ‪ ،‬فإن ھناك معدات و مضادات خاصة بأنواع معينة من التعرضات تعتمد على نوع‬
‫التعرض ‪.‬‬
‫و يجب في جميع الحاالت تدريب و إعادة تدريب المسئولين عن اإلسعافات األولية ‪ ،‬و التأكد‬
‫من أن المعدات و األدوية المطلوبة ما زالت كافية و صالحة لالستعمال‪.‬‬

‫‪.6‬إنه و إن كانت األنشطة الوقائية تشكل جزءا ھاما من برامج الصحة و السالمة المھنية ‪ ،‬إال‬
‫أنه يجب توفير الرعاية الطبية للعاملين ‪ ،‬بما في ذلك خدمات العيادة الخارجية ‪،‬‬
‫و خدمات األخصائيين و المستشفيات ‪ ،‬و كذلك خدمات الصحة النفسية و األسنان ‪ ،‬وتوفير‬
‫إمكانات الفحوص الطبية ‪ ،‬و الفحص باألشعة ‪ ،‬و توفير الدواء الالزم ‪.‬‬

‫‪ .7‬سالمة الغذاء في مكان العمل ‪ :‬و التأكد من استيفاء الشروط الصحية في أماكن إعداد و‬
‫حفظ و تناول الطعام ‪ ،‬و اإلشراف الصحي على العاملين في إعداد و تقديم الطعام‪.‬‬
‫و من واجبات طبيب الصحة المھنية أن يقدم النصح إلى إدارة المؤسسة فيما يختص بنوعية‬
‫الطعام الذي يقدم للعاملين ‪ ،‬و الحاجة إلى تقديم تغذية إضافية لبعض العاملين في مھن خاصة‬
‫تزداد فيھا حاجة الجسم إلي السعرات الحرارية أو البروتينات أو األمالح المعدنية ‪ ،‬أو الماء و‬
‫ملح الطعام ) عند العمل في الجو الحار ( أو بعض الفيتامينات ‪.‬‬

‫‪ .8‬تشخيص و عالج األمراض المھنية و إصابات العمل ‪ ،‬و التأھيل ‪ ،‬و تقدير نسب العجز‬
‫المتخلف عن تلك الحاالت بغرض تعويضھا‪ .‬و في الحاالت التى يتخلف فيھا عجز جزئي يقوم‬
‫طبيب الصحة المھنية بإعادة تقييم الحالة الصحية ‪ ،‬و قدرات المصاب ‪ ،‬و التوصية بتكليفه‬
‫بعمل مناسب إذا لزم األمر ‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪ .9‬في مكان العمل ‪،‬يجب توفير القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب واالغتسال ‪ ،‬و توفير‬
‫دورات المياه بالعدد المناسب‪ ،‬و توفير أماكن صحية لحفظ و تناول الطعام ‪ .‬كما يجب‬
‫االھتمام بالتخلص من المخلفات بالطرق السليمة ‪ ،‬بما في ذلك المخلفات الصناعية ‪ .‬كما يجب‬
‫أيضا االھتمام بمكافحة الحشرات و القوارض ‪.‬‬

‫‪ .10‬مكافحة و التحكم في األمراض المعدية و المتوطنة ‪ ،‬بما في ذلك توفير التطعيمات‬


‫الالزمة ‪.‬‬

‫‪ .11‬التثقيف الصحي ‪:‬‬


‫يجب أن يشترك جميع أفراد فريق الصحة و السالمة المھنية في التثقيف الصحي للعاملين‬
‫على كافة المستويات ‪ ،‬بما في ذلك اإلدارة العليا ‪ ،‬إذ يجب أن يكون العاملون على دراية تامة‬
‫بمخاطر مھنھم ‪ ،‬و بالطرق المأمونة ألداء العمل‪ ،‬و أن يشاركوا مشاركة إيجابية في برنامج‬
‫منع الحوادث ‪ ،‬و أن يشاركوا كذلك في مراقبة حسن أداء أجھزة التحكم و الوقاية من مخاطر‬
‫العمل ‪ ،‬بما في ذلك أجھزة الوقاية الشخصية ‪ ،‬و أن يلتزموا باستعمالھا حيث يجب ذلك ‪ ،‬وأن‬
‫يتأكدوا من صيانتھا بما يؤدى إلى كفاءة أدائھا ‪.‬‬
‫كما يجب أن يكون العاملون على دراية باألعراض المبكرة لألمراض المھنية ‪ ،‬و بطرق‬
‫اإلسعافات األولية في حالة حدوث إصابات ‪ ،‬وكذلك بمبادئ النظافة الشخصية ‪.‬‬
‫و تستعمل في التثقيف الصحي اللقاءات الشخصية ‪ ،‬و الملصقات ‪ ،‬و األفالم‬
‫و الشرائح ‪ ،‬و المحاضرات و الندوات و برامج التدريب ‪ ،‬و غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ .12‬يجب أن ينشأ لكل من العاملين ملف طبي خاص ‪ ،‬تدون فيه البيانات الشخصية ‪ ،‬ونوع‬
‫العمل و طبيعة التعرض المھني إن وجد ‪ ،‬و نتيجة الفحص الطبي االبتدائي ‪ ،‬و نتائج الفحص‬
‫الطبي الدوري‪ ،‬و بيانات كاملة عن مرات التردد على عيادة المنشأة ‪ ،‬و الزيارات لألخصائيين‬
‫‪ ،‬و دخول المستشفى و نتائج الفحوص الطبية ‪ ،‬و اإلجراءات الطبية ‪ ،‬و اإلجازات المرضية‬
‫و حوادث وإصابات العمل و األمراض المھنية ‪.‬‬
‫و يجب أن تعامل الملفات الطبية الخاصة بالعاملين بسرية تامة ‪.‬‬
‫و تعد تقارير مجمعة على فترات ‪ ،‬عن الحالة الصحية في المنشأة واتجاھاتھا ‪ ،‬في المنشأة‬
‫ككل ‪ ،‬و في األقسام المختلفة ‪ ،‬وفى األوقات المختلفة من العام‪ ،‬و عالقة ذلك بأي تغيير في‬
‫العمليات الصناعية و المواد األولية المستعملة‪.‬‬
‫كما يجب أن يكون ھناك سجل يومي لنشاط الخدمات الطبية يوضح أعداد العاملين المترددين ‪،‬‬
‫و األقسام التى يعملون بھا ‪ ،‬و مشكالتھم الصحية ‪ ،‬و ما اتخذ من إجراءات للتعامل معھا‪.‬‬
‫كما يجب أن ينشأ سجل للقياسات التى تجرى لتقييم بيئة العمل بصفة دورية ‪ ،‬وكذلك سجل‬
‫للحوادث و اإلصابات ‪.‬‬
‫كذلك تنشأ سجالت للفحص الطبي االبتدائي و الدوري‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فريق الصحة المھنية‬

‫مما سبق ذكره عن برامج الصحة و السالمة المھنية ‪ ،‬يتضح أن العمل في ھذا المجال ال‬
‫يمكن أن يكون عمل فرد واحد ‪ ،‬بل يحتاج إلى فريق متكامل من المتخصصين ‪ .‬و يتكون ھذا‬
‫الفريق من المتخصصين في الفروع اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬طبيب الصحة المھنية ‪ :‬و يقوم بالفحوص الطبية ‪ ،‬وأعمال صحة البيئة ‪،‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪10‬‬


‫و الطب الوقائي ‪ ،‬واإلشراف على سالمة الغذاء وعلى العاملين في إعداد و تقديم‬
‫الطعام ‪ .‬و يقوم بأعمال الفحص الطبي االبتدائي و الدوري ‪ ،‬و عالج األمراض‬
‫المھنية وإصابات العمل‪ ،‬و التأھيل ‪ ،‬و تقدير نسب العجز ‪ ،‬و عالج األمراض غير‬
‫المھنية ‪ ،‬و اإلسعافات األولية‪ .‬كما يشارك في التثقيف الصحي و في استكمال و حفظ‬
‫السجالت الطبية و البيئية ‪.‬‬

‫‪ .2‬الممرضة و دورھا فى الصحة و السالمة المھنية ‪ :‬تساعد الممرضة الطبيب فى‬


‫أعمال الفحص الطبى و حفظ السجالت الطبية ‪ ،‬و تقوم بأعمال التمريض التقليدية ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنھا من العناصر الھامة فى القيام بالتثقيف الصحى ‪ ،‬حيث أنھا تكون على‬
‫صلة وثيقة بالعاملين ‪ ،‬إذ أنھا تمضى فى مكان العمل وقتا أطول من الطبيب ‪ ،‬و يمكنھا‬
‫أن توثق عالقتھا بالعاملين بطريقة فعالة‪.‬‬

‫‪ .3‬أخصائى صحة بيئة العمل ‪ : Occupational Hygiene Specialist‬و يقوم‬


‫أساسا بالتفتيش على بيئة العمل للتعرف على المخاطر الحقيقية أو المحتملة‪ ،‬و يقوم فى‬
‫سبيل ذلك باستخدام التقنيات المختلفة فى تقييم بيئة العمل ‪ ،‬و مقارنة نتائج القياسات‬
‫بالمعايير المعايير المسموح بھا ‪ ،‬و اتخاذ القرار بشأن الحاجة إلى وسائل التحكم فى‬
‫المخاطر المھنية ‪.‬‬

‫‪ .4‬أخصائى السالمة المھنية ‪ : Occupational Safety Specialist‬و يقوم‬


‫بالتفتيش على بيئة العمل فيما يتعلق بالسالمة المھنية و السيما من ناحية السالمة‬
‫الميكانيكية و الكھربائية و الفيزيائية األخرى و الكيميائية ‪ .‬و يقوم بإعداد و تنفيذ برنامج‬
‫لمنع الحوادث‪ ،‬كما يقوم بإجراء التحقيق عند وقوع الحوادث و تحليلھا لمعرفة األسباب‪.‬‬
‫و يشارك كذلك مشاركة فعالة فى التثقيف الصحى و فى أعمال لجنة السالمة و الصحة‬
‫المھنية فى المشأة‪.‬‬

‫‪ .5‬أخصائى الفيزياء المھنية ‪ : Occupational Physicist‬فى أحوال خاصة‪ ،‬حيث‬


‫توجد فى مكان العمل مصادر للتعرض للمخاطر الفيزيائية مثل المصادر المشعة ‪ ،‬فإن‬
‫الموقف فى ھذه األحوال يحتاج إلى مھارات خاصة لقياس اإلشعاعات و التحكم فى‬
‫مصادرھا ‪.‬‬

‫‪ .6‬أخصائى ھندسة التحكم فى مخاطر بيئة العمل ‪Environmental Control‬‬


‫‪ : Engineer‬يحتاج التحكم فى المخاطر المھنية إلى مھارات ھندسية لتصميم‬
‫معدات التحكم و انظمة التھوية و االحتواء ‪ Enclosure‬و غير ذلك فى مكان‬
‫العمل ‪ .‬و ھى مھارات تحتاج إلى تخصص ھندسى دقيق‪.‬‬

‫‪ .7‬تخصصات أخرى مثل علم النفس‪ ،‬و الھندسة البشرية‪ ،‬و علم السموم‪ ،‬و التغذية‪ .‬و‬
‫علم وظائف األعضاء‪ ،‬و اإلحصاء و طب المجتمع ‪ ،‬و ذلك حسب طبيعة العمل و‬
‫أعداد العمال و أنواع التعرض و المشكالت الناجمة عن العمليات الصناعية و البيئة‬
‫النفسية فى مكان العمل‪ ،‬و القدر الذى تسمح به المؤسسة من البحث و التقصى‪.‬‬

‫‪ .8‬كل ھذا باإلضافة إلى األطباء األخصائيين فى فروع الطب المختلفة‪ ،‬و الذين يحول‬
‫إليھم المرضى من عيادة الممارس العام‪.‬‬

‫‪Yousif Alghaly‬‬ ‫‪AEW‬‬ ‫‪11‬‬

You might also like